~حين يتملكني الحزن~

حين يتملكني الحزن من كل ناحية..
أبحث عمن كان يسمعني..
أبحث..عمن كان يعلم مابداخلي دون أن أتفوه بأية كلمة..
فلاأجده..أصرخ بأعلى صوتي كي يسمعني ولكن..لامجيب..
حينهافقط..أدرك أنني فقدت روحي التي كانت تسكن جسدي..
فقدت..من كان يمسح دمعتي بكفيه الطاهرتين..
فقدت من كان دائما يرددعلى مسامعي(أمولتي)..كان لايناديني إلابهذاالاسم الذي يوصل من خلاله إلى مسامعي كل معاني الحب والحنان التي يكنهالي بداخله..
كان يعتبرني دفتره الذي يبث به أحزانه..همومه..آلامه..وكنت أنا بالمقابل أعتبره كذالك..
كان دائمايقول أنالاتهمني نفسي الأهم عندي هو"أنتم"..
كان ولايزال الحضن الدافئ الذي ألتجأ إليه كلما ضاقت بي الدنيا..
ربمايظن قارئ أسطري بأني قدجننت ولكن أقول له..
أنابالفعل كنت ولازلت ألتجأإليه حين تضيق بي الدنيا..
حين أشعر..بأني بحاجةماسةإلى دفء حنانه..
حين تتراكم الهموم في قلبي وتتفاقم الآلام في صدري وتنحبس الآهات في جوفي..
فلاأجدمتسعاحتى لنفسي..
حينها فقط..أذهب إلى حجرته وأقبل فراشه وأجلس بجانبه كي يخفف عني حزني كما كان سابقا..
كان يقول أنالست خائفاعليكم إذا حصل لي مكروه..
أنا..أريدكم أن تكونواعلى قلب واحدبعدي ..
إياكم أن يحمل أحدمنكم في قلبه على أخيه شيئا..
كونواكماعهدتكم..كونواكما أردتكم أن تكونوا..
رحل..وياليته مارحل..فبعد رحيله أصبح البكاء ملازما لي طيلة وقتي..
حتى وأنا أكتب أسطري هذه
أبكي..أبكي لأني فقدتك ياأبي فقدتك قبل أن أبوح لك بماكنت أتمناه..
رحلت ياأبتي وتركتني وحدي أذووووق مرالآلام ولا أحد يشعربي..
أذكر في اليوم الذي سبق وفاته..
كنا أناوأمي بجواره فجأه..يرن جوال أمي وإذ بأمي تمسك بالجوال وتتحدث معها..
كانت إحدى قريباتنا فكانت تلك القريبه تسأل عن حال أبي فأجابتها أمي بقولها: إنه تعب وأصبح لايشعر بمن حوله ..
لم أتمالك نفسي فرددت عليها بقولي:لاتقولي هكذا إنه يشعر بنا ولكنه لايستطيع الكلام ولا الحراك حتى..
فقمت مسرعة إلى جانبه الأيمن وجلست على ركبتي وقلت له بصوت مبكي: أعلم أنك تشعر بنا وتحس بمن حولك ولكنك لاتستطيع أن تخبرنا وأعلم أن بداخلك كلام كثيييييير تريدقوله ولكنك لاتستطيع وكان ينظر إلي وأنا أقول له ذلك حينها دمعت عينه ودمعت بعدها عيناي أنا إلى هذه اللحظه والدموع لاتفارق مقلتي ياأبتي..
لاأريدشيئامن هذه الدنيا الكئيبه ياأبي ولكن ماأريده..
هو شيء واحدياأبي..
أن يجمعنا الله بك ياأبي الحنون..